شاهد…الحجاج على صعيد عرفات لتأدية الركن الأعظم

سها جادالله….

بدأ حجاج بيت الله الحرام، الخميس، بالتوافد على صعيد عرفة، لأداء الركن الأعظم من الحج، بعد قضائهم يوم التروية وميبتهم في مشعر مِنى شرقي مكة المكرمة.

ويؤدي الحجاج اليوم شعيرة الوقوف بعرفة التي تعد من أهم أركان الحج، في هذا الموسم الاستثنائي المصغر الذي فرضته الضرورات على خلفية تفشي عدوى الفيروس التاجي.

يقف حجاج بيت الله الحرام، اليوم الخميس، على صعيد عرفات لتأدية ركن الحج الأعظم. وأظهرت الصور القادمة من الأراضي المقدسة الحافلات وهي تنقل الحجاج إلى صعيد عرفات. كما أظهرت الصور من داخل مسجد نمرة الحجيج وهم يصلون مع المحافظة على التباعد والإجراءات الاحترازية من كورونا، فيما أفادت وزارة الصحة السعودية بأن الأوضاع الصحية للحجاج مطمئنة، وأن الخطط الموضوعة لموسم الحج تسير بدقة.

ويقف اليوم حجاج بيت الله على جبل عرفة الواقع شرق مكة المكرمة، وهو المشعر الوحيد الذي يجري في مكان خارج حدود الحرم المكي.

وتفضي مناسبك الحج بأن يتوجه ضيوف الرحمن مع شروق يوم التاسع من ذي الحجة من منى إلى عرفة للوقوف في أي قسم منه، وبدون الوقوف بعرفة، لا تكتمل مناسك الحج.

وتتواصل شعيرة الوقوف بعرفة في هذا اليوم المبارك من زوال شمس عرفة حتى طلوع اليوم التالي، وهو أول أيام عيد الأضحى.

وقد أدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر في يوم عرفة جمعاً وقصراً، ليمكثوا في عرفة حتى غروب الشمس، اقتداءً بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية والخدمات المتكاملة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين ليؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بسلام آمنين.

وبعد غروب شمس يوم عرفة، ينفر الحجاج إلى المزدلفة على بعد حوالي 9 كيلومترات غرب جبل عرفات، للمبيت بها، وهناك يؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ثم يقضون ليلتهم في مزدلفة إلى أن تحين صلاة الفجر، وبعدها يتجهون إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.

يُذكر أن حج هذا العام يأتي بشكل استثنائي لعدد محدود من الحجاج في ظل انتشار جائحة كورونا، حيث قررت السلطات السعودية حصر الحج هذا العام على حجاج الداخل من كافة الجنسيات من المقيمين في السعودية.

وبدأت مناسك حج هذا العام أمس الأربعاء، حيث توجه حجاج بيت الله الحرام، من مكة إلى منى بعد صلاة الفجر فيما يعرف بـ”يوم التروية” وباتوا ليلتهم هناك، في ظل إجراءات وقائية غير مسبوقة بسبب كورونا.

وتحول ضيوف الرحمن أمس إلى منى بعد اكتمال أداء مناسك اليوم الأول من الحج حيث أدوا طواف القدوم حول الكعبة المشرفة.

وأظهرت الصور عشرات الحجاج يطوفون بالكعبة المشرفة في مشهد لم يحصل من قبل في التاريخ الحديث، إذ كان اليوم الأول من الحج يشهد مشاركة مئات آلاف في طواف القدوم.

بينما هذا العام، غابت عن طواف القدوم مشاهد التدافع من أجل الاقتراب من مقام إبراهيم الذي غلف بقماش أسود مطرّز بالذهب ومنع الحجاج من لمسه أو الاقتراب منه.

وأدى الحجاج طواف القدوم مع الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي للوقاية من كورونا، إذ حددت السلطات مسارات للطواف، مع وضع علامات لضمان حفاظ ضيوف الرحمن على هذه المسافات.

وخضع الحجاج لفحص كورونا قبل وصولهم إلى مكة، وسيتعين عليهم أيضا الحجر الصحي بعد الحج.

وقالت وزارة الحج والعمرة إنها أقامت العديد من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة، وجهزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج الذين طلب منهم الالتزام بالتباعد الجسدي.

وبعد عملية اختيار قامت بها السلطات السعودية، يشارك نحو 10 آلاف من المقيمين بالمملكة في المناسك -التي تتواصل على مدى 5 أيام- مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم حضروا العام الماضي.

وكانت مناسك الطواف والسعي في يوم التروية قد اكتملت، ونُقل الحجاج على دفعات إلى مساكنهم المعقّمة في منى، قبل أن يباشروا السير إلى جبل عرفات على بعد 10 كيلومترات للوقوف على صعيد عرفات، الخميس، وهو ركن الحج الأعظم.

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية المقدم، طلال الشلهوب، أعلن اكتمال الاستعدادات لاستقبال الحجاج على صعيد عرفات، وأداء شعائر الحج، مؤكداً فرض طوق أمني لضبط المخالفين.

وأكد الشلهوب أن عمليات النقل إلى المشاعر المقدسة تتم باستخدام الحافلات، وفق تنظيم خاص يحقق جميع الإجراءات والتدابير الاحترازية الصحية، للوقاية من فيروس كورونا.

كانت وزارة الصحة السعودية قد أكملت استعداداتها أيضا لتوفير الرعاية الطبية لحجاج بيت الله الحرام في مشعر عرفات، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية، الدكتور محمد العبدالعالي، الأربعاء، تخصيص 6 مستشفيات في المشاعر المقدسة، وتخصيص 51 عيادة، إضافة إلى 200 سيارة إسعاف، و62 فريقاً ميدانياً.

قائد صحة لكل مجموعة

وقال في الإيجاز اليومي لموسم حج 1441هـ، إنه سيتم توفير قائد صحة لكل مجموعة حجاج للتأكد من سلامتهم.، مشيراً إلى أن تطبيق التباعد والمسافة الآمنة وتغطية الفم أهم وسائل الحماية.

كما أضاف “قمنا بتهيئة التقييم الصحي اللازم لتحقيق دخول الحجاج بسلام وأمان”، وأكد أنه “لا إصابات بفيروس كورونا بين الحجاج حتى الآن والوضع مطمئن”.

هذا، وجُهِّزت مرافق صحية في عرفات تضم عيادات عامة، يعمل بها أطباء أسرة واستشاريو باطنة، إضافةً إلى تمريض متخصص في العناية المركزة، وأيضاً مجهزة للتعامل مع ضربات الشمس والإجهاد الحراري، إضافةً إلى أجهزة إنعاش قلبي رئوي، والعناية المركزة.

كما يوجد في مشعر عرفات المستشفى المتنقل وكذلك العيادات المتنقلة في مشعر مزدلفة، وذلك طوال يوم عرفة لخدمة ضيوف الرحمن وحتى مغادرتهم مشعري عرفات ومزدلفة.

كما أعدت الصحة مخيماً متكاملاً في مشعر عرفة لعزل حالات الاشتباه بفيروس كورونا وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية المتبعة.

وتم تزويد كل حاج بمجموعة من الأدوات والمستلزمات، بينها إحرام طبي ومعقم وحصى الجمرات وكمامات وسجادة ومظلة بحسب كتيب “رحلة الحجاج” الصادر عن السلطات.

بينما ذكر عدد من الحجاج أنه طلب منهم وضع سوار لتحديد تحركاتهم.

وحُددت نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة بـ70% من إجمالي حجاج هذا العام، ونسبة السعوديين 30% فقط، وهم من الممارسين الصحيين ورجال الأمن والمتعافين من كورونا.

وقالت وزارة الصحة السعودية إن الحالة الصحية للحجاج مطمئنة، ولم تُسجّل أي أمراض مؤثرة على الصحة العامة ومن ضمنها فيروس كورونا المستجد، وأكدت جاهزيتها لتقديم الخدمات الصحية للحجاج في المشاعر المقدسة.

ودعت ضيوف الرحمن والعاملين في الحج إلى الالتزام بجميع الإجراءات الوقائية من تباعد اجتماعي ولبس الكمامة والحفاظ على النظافة الشخصية لضمان سلامة الجميع.

 

Related posts

Leave a Comment